آيات بَيِّنَاتِ لِقَوَّمَ يُعْقِلُونَ فِقْهَ الْمُقَدِّسِ
الشَّهِيدِ عَمِيدَ الْوُلاِيَّةِ التَّكْوينِيَّةِ لَا عَزَاءَ لِسَمَاحَةِ
الْعَمِيدِ الْمُقَدِّسِ
' بِسْم
اللَّهِ ' وَبِاللهِ وَفِي سَبِيلَ ' طَاعَةِ اللَّهِ ' وَلَا إله الا اللهَ
وَالْحَمْدَ لله الَّذِي لَا شَرِيكَ فِي الْمُلَّكِ وَسُبْحَانَ اللهَ عَمَّا
يُشْرِكُونَ تَقَدَّسَتْ اللَّهُمُّ رِبِّيِّ وَاُنْتُ نُورَ السُّمُوَّاتِ
والارضيين تَبَارَكَتْ أَسَمَاءَكَ وَهِي تَدُورُ حَوْلَ الذّاكِرَيْنِ مِنْ
عُبَّادِكَ الصَّالِحَيْنِ تَنَوُّرَ دَرْبِهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ
وَالنَّدَامَةِ تَنَوُّرَ صِرَاطِ المتقين الى نَصْرَهُمْ وَبُشْرَاهُمْ بِمَا
يَنْتَظِرُهُمْ مِنْ فَيْضِ جِزَاءِ ' الرَّحْمَن الرَّحِيمَ ' فِقْهَ
الْمُقَدِّسِ الشَّهِيدِ عَمِيدَ الْوُلاِيَّةِ التكوينية اناء اللَّيْلَ وَاطرافَ
النَّهَارَ
كُلَّ مَا يَدُورُ مِنْ فِقْهِ الصراعات بَيْنَ
الْمُوجِبِ وَالسَّالِبِ فِي التَّكْوينِ لِسَمَاحَةِ الْمُقَدِّسِ لَيْسَ
شَخْصِيَّا لَهُ وانما بِمُوَافَقَةِ اسرار السَّمَاءَ نَرْجُو الْاِطِّلاعَ
نُقُولُ بَعْدَ اذن اللهَ تَعَالَى
مَا وَرْدُ فِي أَعُوذُ بِكَ مِنْ همزَاتِ
الشَّيَاطِينِ ( 97 ) وَأَعُوذُ بِكَ رُبَّ أَنْ يَحْضُرُونِ ( 98 )
هُنَا فئتين
الْفِئَةَ الأولى
عِبَادَ الرحمن يُوجِدُ صراع مَرِيرَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْمُحِيطَ
بِهُمْ مِنْ دَوَائِرِ كُلَّمَا زادَ ايمان الْفردَ بِالْخَالِقِ كُلَّمَا ازداد
الْحاجِزَ بَيْنَه وَبَيْنَ السَّالِبَ الا وَهُوَ ' الشَّيْطَانَ الرَّجِيمَ '
مِمَّا يُصْبِحُ كَيْدُ الشَّيْطَانِ تُجَاهَ الْعَبْدَ ضعيف الْعَكْسَ صَحِيحَ
كُلَّمَا ضِعْفَ ايمان الْعَبْدَ كُلَّمَا حَاطَتْ بِهِ الدَّوائِرَ السَّالِبَةَ
الْحامِلَةَ مَعَهَا الشِّيَاطَيْنِ تَكَوُّنَ حائِلِ بَيْنَهَا وَبَيْنَ
الْعَبْدَ مِمَّا تَزِيدُهُ تَعِبَا عَلَى مَا فِيه مِنْ تَعَبِ
هُنَا ' الرَّحْمَن الرَّحِيمَ ' الرَّؤُوفَ الْحَنَانَ أَحُبَّ ان
يُحْصِنُ عَبْدُهُ فَقَالَ وَأَعُوذُ بِكَ رُبَّ أَنْ
يَحْضُرُونِ
الْفِئَةُ الثَّانِيَةُ – الْخَارِجَيْنِ عَنْ '
طَاعَةِ اللَّهِ ' تَعَالَى مِنْ مُنَافِقِينَ وَمُلْحِدَيْنِ وَعَبَدَةَ
الشَّيْطَانِ بِكُلَّ اصنافهم
هؤلاء الجسد مع المحيط متساوي أي لا يوجد دوائر ايجابية تجلب لهم
الرحمة هؤلاء يخاطبهم الشيطان يوم القيامة {كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ
إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ
إِنِّي أَخَافُ اللهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (16) فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا
فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ} (سورة الحشر 16
- 17)
نَتَوَقَّفُ قَلِيلَا عِنْدَ كَلَمَّةِ يُعْقِلُونَ
وَرْدُ فِي كُتَّابِ ' اللَّه الْكَرِيمَ ' آيات
لِنَرَى مَا فِيهَا
سورة البقرة
إِنَّ فِي خَلْقِ
السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ
الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللهُ مِنَ
السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا
مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ
وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (164)
سورة البقرة
وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ
اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ
آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ
(170)
سورة البقرة
وَمَثَلُ الَّذِينَ
كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً
صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ (171)
سورة المائدة
وَإِذَا نَادَيْتُمْ
إِلَى الصَّلَاةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا
يَعْقِلُونَ (58)
سورة المائدة
مَا جَعَلَ اللهُ مِنْ
بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ
كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ (103)
سورة الأَنْفال
إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ
عِنْدَ اللهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ (22)
سورة يونس
وَمِنْهُمْ مَنْ
يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كَانُوا لَا يَعْقِلُونَ
(42)
سورة يونس
وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ
أَنْ تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا
يَعْقِلُونَ (100)
سورة الرعد
وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ
مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ
صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي
الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (4)
سورة النحل
وَسَخَّرَ لَكُمُ
اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ
بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (12)
سورة النحل
وَمِنْ ثَمَرَاتِ
النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا إِنَّ
فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (67)
سورة الحج
أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي
الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ
بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي
فِي الصُّدُورِ (46)
سورة الفرقان
أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ
أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ
هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا (44)
سورة العنْكبوت
وَلَقَدْ تَرَكْنَا
مِنْهَا آيَةً بَيِّنَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (35)
سورة العنْكبوت
وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ
مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ
مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا
يَعْقِلُونَ (63)
سورة الروم
وَمِنْ آيَاتِهِ
يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِي
بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ
(24)
سورة الروم
ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلًا
مِنْ أَنْفُسِكُمْ هَلْ لَكُمْ مِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ شُرَكَاءَ
فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ فَأَنْتُمْ فِيهِ سَوَاءٌ تَخَافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ
أَنْفُسَكُمْ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (28)
سورة يس
وَمَنْ نُعَمِّرْهُ
نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلَا يَعْقِلُونَ (68)
سورة الزمر
أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ
دُونِ اللهِ شُفَعَاءَ قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلَا
يَعْقِلُونَ (43)
سورة الجاثية
وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ
وَالنَّهَارِ وَمَا أَنْزَلَ اللهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ
الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ
(5)
سورة الحجرات
إِنَّ الَّذِينَ
يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ (4)
سورة الحشر
لَا يُقَاتِلُونَكُمْ
جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ
بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ
بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ (14)
الْخلاصَةُ
مِنْ مُهِمَّاتٍ الانسان الْعَاقِلَ ان يُعْلِمُ
جَيِدَا كُلَّمَا اللهَ أَرِسْلَ الرُّسُلِ والانبياء وَالْمَعْصُومَيْنِ
والاولياء كَذَّبُوا واستهزأوا مِنْهُمْ بِأَجْمَعَهُمْ وَلَا يُوجِدُ نَبِيُّ
بَعْثِهُ اللهَ وَالنَّاسَ لَبَّوْا اليه وَقَالُوا لَهُ السَّمْعَ وَالطَّاعَةَ
يا ' رَسُولَ اللهِ ' بَلْ بِالْعَكْسِ الْكَلِّ عَذَّبُوا وَضَرَّبُوا وَمِنْهُمْ
مِنْ حَرَّقُوا وَمِنْهُمْ مِنْ هَجَّرُوا وَمِنْهُمْ مِنْ شِبْهُ لَهُ اِنْهَمْ
صَلَّبُوا عَلَى الجميع يُعْلِمُ جَيِدَا ' طَاعَةَ اللَّهِ ' لَيْسَ بالأمر الْهَيِّنَ
.... امامكم عَدْوَ يراكم وَلَنْ تَرَوَّهُ يكيد لَكُمْ الْعَدَاوَةَ
وَالْبَغْضاءَ وَأَنْتُمْ فرحَيْنِ بِهِ تُلَبُّونَ لَهُ مَا وَسُوسُ اليكم بِهِ
وَتَتَنَاسَوْنَ اللهِ الْخَالِقِ الْبَارِئِ وَالْمُشْكِلَةِ اِنْهَ اللَّعِينَ
يَتَبَرَّأُ مِنْ اِتِّبَاعِهُ وَيَقُولُ أَنَّى أَخَافَ اللهُ
{ قُلْ رَبِّ إِمَّا تُرِيَنِّي مَا
يُوعَدُونَ (93) رَبِّ فَلَا تَجْعَلْنِي فِي الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (94)
وَإِنَّا عَلَى أَنْ نُرِيَكَ مَا نَعِدُهُمْ لَقَادِرُونَ (95) ادْفَعْ بِالَّتِي
هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ (96) وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ (97) وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ (98) حَتَّى
إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ
صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ
وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (100) فَإِذَا
نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ (101)
فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (102) وَمَنْ
خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ
خَالِدُونَ (103) تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ (104)
أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ (105)
قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ
(106) }
(سورة المؤمنون 93 - 106)