اليوم الثلاثاء الثالث من رمضان 1438
النِّفَاقُ خطرَ يُهَدِّدُ الْمُسْلِمُونَ عَلَينَا الْوِقَايَةَ
مِنْه كَيْ نُفَوِّزَ بِرِضا اللهِ تَعَالَى وَالْفَوْزَ
بِالنَّعِيمِ الدَّائِمِ
عوامل النفاق في العمق الإنساني
1-
الغل: - من فصيلة الشياطين
يتسلط على الذين يخلطون بأعمال حلال مع الموبقات من الاعمال
يسلطه الله العظيم
صفات الغل انه
مارد لا يخرج من الجسم الا بولاية من الله تعالى لمن يرتضيه ماذا تفعل الولاية لا
تخرجه من الجسم وانما تحوله من عدو الى صديق
أي تحوله من معاقب ممرض ومؤذي
الى ممتحن للإنسان
ليتأكد تعالى من
صدق رجوعه الية وايمانه بيوم الدين حين يبدئ المرء التحول
من الحقد والحسد الى للأخرين التحول بالرضا على ما قصمه الله تعالى له ومنها
التعاون المشترك في خدمة الجيران والاقارب والمحيط مع الاخرين لحل مشاكلهم حسب إمكانيات
كل شخص
2-
الشيطان: - انه
عدو الانسان يرانا ولا نراه وله حرية الحركة في حجمه ونوعه مما يسهل على دخول جسم
الانسان من عدة أماكن
لا يدخل متى يشاء وانما يدخل في
الهزات العنيفة لجسم الانسان
مثلا – الخراعة او الرعب او الحوادث يتمكن دخول الجسم مع
الدم حتى يصل الى مكان ضعيف أي الخلايا فيه شيه ميته يتمركز فيه
أخطر الأماكن الوصول اليه هو
مركز تصدير الأوامر في الدماغ
اذ يجعل الانسان يتصرف بدون عقل مما يمتعض
المجتمع منه شيئا فشيئا ينبذ الناس ويبدئ يدور في الشوارع
صفات الشيطان: - انه ضعيف
وعند تقرب الانسان من الله وتلاوة القران يخرج الشيطان من الجسم
3-
القرين: - حين يخرج
المسلم من هويته ويتحلى بهوية الشيطان يسلط عليه قرين من السماء كما ود في
من اشكال النفاق
التشبه بالمؤمنين
صلة الرحم
اتباع الشيطان
كتاب الله الكريم قوله
تعالى
سورة النساء والذين يُنْفِقُونَ
أَمْوَالَهُمْ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ
وَمَنْ يَكُنِ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِينًا فَسَاءَ قَرِينًا (38) سورة
النساء وَالَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَاءَ النَّاسِ
وَلَا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَنْ يَكُنِ الشَّيْطَانُ
لَهُ قَرِينًا فَسَاءَ قَرِينًا (38) سورة الصافات قَالَ قَائِلٌ
مِنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ (51) سورة الزخرف وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ
لَهُ قَرِينٌ (36)سورة الزخرف حَتَّى إِذَا جَاءَنَا قَالَ
يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ (38) سورة
ق وَقَالَ قَرِينُهُ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ (23) سورة
ق قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِنْ كَانَ فِي ضَلَالٍ
بَعِيدٍ (27)
صفات المنافق بما جاء في القران
الكريم
سورة النساء وَإِذَا
قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ
يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا (61)سورة النساء فَمَا
لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا أَتُرِيدُونَ
أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللهُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا
(88) سورة النساء بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ
لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (138) سورة النساء وَقَدْ
نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللهِ يُكْفَرُ بِهَا
وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ
إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي
جَهَنَّمَ جَمِيعًا (140) سورة النساء إِنَّ الْمُنَافِقِينَ
يُخَادِعُونَ اللهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى
يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللهَ إِلَّا قَلِيلًا (142) سورة النساء إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ
مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا (145) سورة التوبة
الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ
وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللهَ فَنَسِيَهُمْ
إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (67)سورة التوبة
وَعَدَ اللهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ
وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللهُ
وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ (68) سورة التوبة يَا أَيُّهَا
النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ
جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (73)سورة العنْكبوت وَلَيَعْلَمَنَّ
اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنَافِقِينَ (11)
سورة الأحزاب بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ
الرَّحِيمِ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ
وَالْمُنَافِقِينَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (1) سورة الأحزاب لِيَجْزِيَ اللهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ
وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِنْ شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ كَانَ
غَفُورًا رَحِيمًا (24) سورة الأحزاب وَلَا تُطِعِ
الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ وَكَفَى
بِاللهِ وَكِيلًا (48) سورة الأحزاب لِيُعَذِّبَ اللهُ
الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ اللهُ
عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَحِيمًا (73) سورة الفتح وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ
وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ
دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ
وَسَاءَتْ مَصِيرًا (6)
سورة المنافقون بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ
الرَّحِيمِ إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ
اللهِ وَاللهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ
لَكَاذِبُونَ (1)سورة المنافقون هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ
لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا وَلِلَّهِ خَزَائِنُ
السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ (7) سورة المنافقون يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ
لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ
وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ (8) سورة التحريم
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ
وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (9)
الأساس النفسي للنفاق
البنية النفسية للإنسان هي الحامل لأنواع السلوك
منها النفاق، فإذا نظرنا الى دوافع النفاق وجدنا ان صورة الأسباب هي الخوف أو الطمع
او الوصولية، ولكن هذه الاسباب هي الصورة الظاهرة لأسباب نفسية داخلية يمكن تقسيمها
من خلال عناصر مستقلة هي ليست مستقلة عن بعضها بالضرورة في تأديتها الى النفاق، ولكن
قد يفعل كل منها فعله من دون وجود غيره من الأسباب، أما هذه الأسباب فهي:
أولاً: انعدام الثقة
في النفس او ضعفها أحد أبرز الأسباب المؤدية الى النفاق، ذلك ان انعدام هذه الثقة أو
ضعفها يقود المرء الى الشعور بالضعف وضرورة القيام بالنفاق إما على أنه مجاملة أو على
أنه ضرورة اجتماعية لمماشاة الحال، قد يكون هذا النمط من النفاق مصحوباً بنزوع وصولي،
ولكنه على الأغلب لا يكون كذلك، ومن ناحية أخرى قد يكون مصحوباً بالرضا والقناعة والقبول
بالنفاق بوصفه (مجاملة وتلميعاً) وهذا هو الأغلب، ولكنه قد يكون مصحوباً بنوع من عدم
القبول والرضا، وقلما يصل عدم الرضا الى الغل.
ثانياً: الشعور بالنقص هو السبب الثاني عدّاً لا
ترتيباً من أسباب النفاق، وهذا النوع من الأسباب خطير جداً لان الشعور بالنقص يقود
المرء الى استشعار العظمة في الآخرين والايمان بأن النفاق لهم واجب اجتماعي، ولذلك
غالباً ما يكون هذا السلوك النفاقي مصحوباً بنوع من الغل والحق تجاه من يتم النفاق
لهم، وقلما يكون مصحوباً بمشاعر الرضا والقناعة والقبول.
ثالثاً: السبب الثالث
من أسباب النفاق هو ان يكون طموح المرء أكبر مما لديه من قدرات شخصية، الامر الذي يدفعه
المحاولة تحقيق مكاسب من خلال تلميع صور قادته ومن هم أكبر منه على أمل ان ينظروا اليه
بعين الاحسان ووضعه في مواضع عليا.
رابعاً: السبب الرابع
من أسباب النفاق هو عدم اقتناع المرء، بما فيه من وضع وحال ومكانة اجتماعية أو مهنية
مع ضحالة أو انحسار او انعدام امكانات تحسين هذا الوضع في الأفق المرئي للمرء..
الامر الذي يدفعه للوصول الى ما يعتقد أنه حقه الى
النفاق لمن هم أعلى منه مرتبة وقيمة وقدرة، ويكون هذا بغض النظر عما اذا كان المرء
المنافق يستحق الارتقاء في مكانته هذه أم لا، وبغض النظر عن امتلاكه الكفاءات والامكانات
اللازمة لذلك
خامساً: السبب الخامس
من أسباب النفاق هو ان يكون الحقد أو الحسد أو حتى الغيرة جزءاً من خصائص الشخصية
هذه الطبائع الثلاثة تؤدي الى التشدد في عدم النفاق مع من يظنون الضعف فيهم مهما كانت
الحقيقة، ولكنهم من أكثر الناس نفاقاً أمام كل من يستشعرون القوة فيه والسطوة والهيبة
إما خوفاً أو نزوعاً تدميرياً، ايماناً منهم بأن هذا السلوك المنافق سيؤدي الى العجب
بالذات والغرور الذي سيقود في المحصلة الى تدمير الذات..
سادساً: السبب السادس
من أسباب النفاق هو ان يكون النفاق حالة مرضية، عقدة نفسية، مثها مثل أي عقدة نفسية
أخرى لها أسبابها النفسية والاجتماعية، كالكذب، أو الخوف من الماء، أو الظلمة...والمشكلة
هنا ان المنافق يقوم بسلوكه النفاقي من دون الاعتراف به أو من دون رغبة.
الأساس الاجتماعي للنفاق
البنية النفسية للإنسان هي البنية الداخلية له، أما
البنية الخارجية له فهي البيئة الاجتماعية أو المحيط الاجتماعي، والمحيط الاجتماعي
بنيان له تأثيره الكبير في الفرد، ولكن هذا البنيان الاجتماعي مرتهن دائماً للمعطيات
والظروف التاريخية للمجتمع وموقعه من المجتمعات الأخرى من جهة، ومكانته الاقتصادية
والسياسية والمعرفية من جهة ثانية.
البنية الاجتماعية هي في حقيقة الامر بنية نفسية
جمعية ومجموعة أخرى من العناصر مثلما البنية النفسية هي جزء من مكونات الشخصية، وهي
بحكم كونها بنية نفسية جمعية فإنها تمارس تأثيراً معيناً متفاوت القوة في بناء البنية
النفسية الفردية، ولذلك هي أيضاً من حوامل السلوك الجماعي، والسلوك الفردي أيضاً، ومن
هذا الباب فإن البنية الاجتماعية تمارس تأثيراً أيضاً في النفاق، فالعادات والتقاليد
والأعراف والمستوى الحضاري للمجتمع عوامل تحدد مدى انتشار النفاق في كل مرحلة من مراحل
المجتمع التاريخية.
اذا كان من الممكن الحديث عن عدة أسباب نفسية للنفاق
فإنه من الممكن الحديث عن مثلها من الأسباب الاجتماعية عدداً وصوراً، وربما أقل من
ذلك أو أكثر، تبعاً للباحث الناظر في الامر، وفي أدنى الاحتمالات او أيسرها يمكننا
الحديث عن الاسباب النفسية الستة السابقة بوصفها أيضاً أسباباً اجتماعية للنفاق، ولكن
بعد نقلها من المستوى النفسي الفردي الى المستوى الجمعي، ناهيك فوق ذلك عما يمكن ان
تحمله البنية الاجتماعية من أسباب اخرى للنفاق، ولكننا اذا نظرنا من زاوية تعميمية
الى الموضوع أمكننا ان نجمل الأسباب الاجتماعية للنفاق في ثلاثة عوامل أساسية هي:
أولاً: انعدام الثقة في النفس أو ضعفها والشعور
بالنقص يقابلهما على المستوى الجمعي التخلف الذي يعيشه المجتمع، والتخلف هو ترهل وضعف
في مختلف البنى والعناصر المكونة للمجتمع، وقد بات من الثابت الأكيد ان النفاق يكثر
في المجتمعات المتخلفة ويقل في المجتمعات المتطورة ولا ينعدم.
ثانياً: تردي الأحوال لاقتصادية للمجتمع غالباً
ما يكون عاملاً من عوامل انتشار النفاق، وربما يمكن مقابلته مع الاسباب النفسية الثلاث
بعد الثاني للنفاق، فتردي الحال الاقتصادية للمجتمع يدفع بالطامحين والطامعين وضعاف
النفوس الى التفكير في التسلق والوصول، ويكون النفاق أحد أيسر السبل لتحقيق ذلك.
ثالثاً: العقلية الاجتماعية ذاتها يمكن ان تكون
سبباً من أسباب انتشار النفاق أو كثرة انتشاره، كما يمكن ان تكون سبباً من أسباب انحساره،
فالمجتمعات العاطفية والانفعالية ينتشر فيها النفاق أكثر من المجتمعات العقلانية أو
الذرائعية، ولذلك غالباً ما يحدث التباس بين المجاملة والنفاق مع افتراق كل منهما عن
الآخر في الطبيعة وان تشابها في الصورة.
ما يميز النفاق عن المجاملة هو النية ومبدأ
السلوك، وفي هذا ما يستحق التفصيل ولكن ليس هذا مكانه، والنفاق عامة سلوك يقوم على
سوء النية والطوية، وينطوي على شيء من الخبث والمكر يزداد وينقص تبعاً للشخص والحال،
واذا كان من الصعب تقبل النفاق فمن الصعب تخيل الحياة من دون نفاق، واذا كان من السهل
رد النفاق الى أسباب فردية نفسية واسباب اجتماعية من جهة المنافق فإنه من الصعب تجاهل
تأثير الافراد الذين يكون النفاق لهم، فإن ثمة أشخاصاً لا يقبلون الا ان يعاملوا بنفاق،
فإذا أردنا ان نعامل المنافقين وجب أيضاً ان نعالج المنافقين، وكلاهما مرض أعيا الأطباء
والحكماء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق