الْخُشُوعُ لله
فِقْهَ الْمُقَدِّسِ الْمَرْجِعِ الأعلى الْعِلْمِيَّ
التَّكْوينِيِ
مَقْدَمَةً
لَمَّا كَانَتْ الاعمال لَدَى اللهَ تَبَارُكِ
وَتَعَالَى بِالنِّيَّاتِ تُجْزَى الْحَديثَ النَّبَوِيَّ الشَّرِيفَ
إِنَّمَا الأعُمَّالَ بِالنِّيَّاتِ
هَذَا الْحَديثُ مُهِمَّ جَدَّا اذ يَضَعُ الْمَرْءُ
بُعْدَةٍ خيارَاتِ وَهِي
أَوَلَا – يَكُونُ الْمَرْءُ
مُبْهَمِ غَامِضِ هَذَا الْخِيَارِ لْلَذَيْنِ ايمانهم ضَعِيفَ
ثَانِيَا – يَكُونُ الْمَرْءُ مُتَقَلِّبِ لَيْسَ لَهُ وِجْهَةَ
مَعْرُوفَةٍ وَهَذَا الْخِيَارِ لْلَذَيْنِ يَتَغَلَّبُ عَلَيه مُبْدِئَ
النِّفَاقِ
ثَالِثَا – يَكُونُ الْمَرْءُ
مُعْتَدِلِ الْمِنْظَارِ وَهَذَا الْخِيَارِ لْلَذَيْنِ يَتَظَاهَرُونَ
بِالْخُشُوعِ الْجَسَدِيِ وَفِي اِغْلِبْ احواله حالَهُ الرياء
رَابَعَا – يَكُونُ الْمَرْءُ وَاضِحَا مَعَ رَبِّهُ وَمَعَ النَّاسَ
وَمَعَ نَفْسُه وَهَذَا خيارَ تُجَّارِ الْعِبَادَةِ الَّذِينَ تَخَشُّعَ قُلُوبِهُمْ
عَشِقَا ' لِطَاعَةِ اللَّهِ ' تَعَالَى
وَلِهَذَا
الْخِيَارُ أَحَوَالَ مِنْهَا
الْعِبَادَةِ الْحُقَّةِ هِي الطَّاعَةُ لله فِي الأوقات الْكَائِنَةَ
بَيْنَ الْوَاجِبَاتِ
بِمُعَنّى '
ذِكْرِ اللَّه '
اناء اللَّيْلَ وأطراف النَّهَارَ
الْحالَ الثَّانِي
لَيْسَ الْخُشُوعُ ' فِي
الصَّلاَةِ ' الْوُقُوفِ صَنَّمَا وَذَلِكَ اُنْتُ تَقِفُ امام مِنْ يُعْلِمُ
الْجَهْرُ وَمَا اخفى ان خشعَ قُلَّبِ الْعَابِدِ خشعَ جَسَدِهُ وَفِي ' كُلَّ
الْأَوْقَاتِ ' لَيْسَ ' فِي الصَّلاَةِ ' فَحَسْبَ وانما ' سَائِرَ الْأَوْقَاتِ
' الذّاكِرَ فِيهَا الْعَبْدَ رَبَّهُ
وَقولَهُ تَعَالَى
{إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ
وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ
وَهُمْ رَاكِعُونَ (55)}
(سورة المائدة 55)
اللهُ تَبَارُكِ وَتَعَالَى بَارُّكَ مِنْ زَكَّى وَهُوَ
رَاكِعَ لِكَوْنِ يُعْلِمُ قُلَّبُ الرَّاكِعِ خَاشِعَ اليه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق